الكتاب الأول هو الحب الأول للكاتب وعلى رغم ما قد يحتويه من عثرات، فإنه يبقى تجربة فريدة وذكرى ذات سحر خاص، في هذه الزاوية نستعيد هذه التجربة التي لا تنسى في حياة الكاتب بكل بساطتها وبراءتها وجنونها وعثراتها.
هويدا صالح دخلت إلى عالم الكتابة والإبداع عبر القصة القصيرة في مجموعتها الأولى «سكر نبات» التي صدرت عن الهيئة العامة لقصور الثقافة (سلسلة «إبداعات») عام 1996 تراوحت بين الحنين للمكان الذي نشأت فيه والخوف من المكان الذي انتقلت إليه.تقول وهي تسترجع لحظات ما بعد الكتاب الأول : فرحت فرحة شديدة لكنني مع هذه السعادة التي أستعيدها اعرف أن فيها عيوبا وسذاجة البدايات، ولو يعود الزمن كنت سأكتب قصصى بطريقة مختلفة.في «سكر نبات» براءة التكوين الإبداعي الأول، وأهمية أن تكتب ذاتك فقط، لكن بها قدراً عالياً من التجريب في اللغة التي تقترب من قصيدة النثر.لكن صالح تؤكد أن ما يبقى من الكتابة - وهو ما لم تحققه في قصصها الأولى – الشخصيات التي من لحم ودم، مثلما قدمه نجيب محفوظ في «حديث الصباح والمساء» وأعماله الأخرى.وتضيف أن مجموعتها الأولى علمتها أن الكتابة ليست فانتازيا، وإنما بشر حقيقيون من لحم ودم، ولعل ما أوقعها في التجريب اللغوي كما تقول ان الكتابة القصصية السائدة وقتها كانت تعتمد على هذا التجريب،لكن استعراض العضلات في اللغة ليس رهان الكتابة الأولى.وتواصل صالح: في أعمالى التالية تعلمت أن أكتب أفكاري ورؤيتي وعلاقاتي ولحظاتي وأشيائي الأليفة، وليس ذاتي فقط، وقد أصدرت رواية «عمرة الدار» عن الهيئة العامة لقصور الثقافة، وكتبت «عشق البنات» التي سحبتها من ترشيحها للنشر بدار الهلال بعد انتظار 3سنوات.وتحكي صالح أن «سكر نبات» أتاحت لها للمرة الأولى فكرة الاحتكاك المباشر مع المبدعين والقراء الذين حاوروها في منتديات مختلفة.وتضيف الكاتبة أن أكثر شيء أسعدها أنها وجدت مقالا عن مجموعتها الأولى منشورا على شبكة الانترنت لا تعرف صاحبه معرفة شخصية بعنوان «شهرزاد الجنوب» وهو يكشف عن تواصل صاحبه مع المجموعة، كما أنها وجدت قصصاً منشورة لها من المجموعة الأولى على النت في فترات سابقة على معرفتها بكيفية التعامل مع الكمبيوتر.
شادي صلاح الدين
جريدة القبس بتاريخ 5 أغسطس 2008